الاكتئاب لد ى الأطفال والمراهقين

ديسمبر 12, 2022
115
الأستاذ الدكتور صالح الحسناوي __________________
لا يعتقد الكثير من الآباء والأمهات بان الاكتئاب قد يصيب أبنائهم وبناتهم , فغياب الثقافة النفسية والوعي الصحي النفسي والمعتقدات الموروثة حول الاضطرابات النفسية تجعل من الآباء والأمهات باحثين عن أسباب لا تمت للعلم بصلة حول الاضطرابات السلوكية لأبنائهم
تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية الى أن الاكتئاب يمثل السبب الرابع للإعاقة للأعمار بين 15 الى 19 سنة والسبب الخامس للإعاقة للأعمار بين 10- 14 سنة .
يصيب الاكتئاب (2-3 % ) من الأطفال و ( 4- 8 % ) من المراهقين . و تختلف أعراض الاكتئاب عند الأطفال عن البالغين فقد يعاني الطفل من عدم الاستقرار النفسي والحركي والتهيج , تأخر المستوى الدراسي , الانعزال والانطواء والأعراض الجسدية المختلفة وعلى العموم يمكن إجمال الأعراض المرضية لدى الأطفال المصابين بالاكتئاب وكما يلي :
الأعراض الجسدية كالصداع واضطراب الجهاز الهضمي ,النحول ,الشعور بالتعب , الهياج الحركي ,عدم الاستقرار , فقدان التفاعل العاطفي التواصل مع الآخرين , الانعزال عن الأقران والعائلة ,الانطواء , ترك النشاطات الاجتماعية , اضطرابات النوم كالأرق أو زيادة النوم واضطرابات الشهية كفقدان الشهية أو زيادة الشهية , فقدان الرغبة والمتعة في الممارسات اليومية كالألعاب الرقمية والأفلام المتحركة وتدهور الدراسي نتيجة صعوبة التركيز وفقدان الرغبة .
إن أهم ما يميز الأطفال هو البراءة والوضوح بالتعبير عن مشاعرهم وعواطفهم وعلاقتهم مع الآخرين بشكل أو بأخر ولكنهم يعبرون عن الاكتئاب بالغضب والانعزال والانفعال بدلا من الشعور بالحزن أو الكآبة .
أما أعراض الاكتئاب لدى المراهقين فقد تظهر بشكل عناد وسلوك عنيف واضطرابات اجتماعية وجنوح وتعاطي المخدرات , ولكن الصورة النمطية للاكتئاب تتمثل بالأعراض التالية : فقدان المتعة بالنشاطات اليومية والشعور بالحزن أو الهياج وعدم الاستقرار النفسي والحركي والخلافات المستمرة مع العائلة, الانعزال عن الأقران والانكفاء على الذات وعدم الاهتمام بالمظهر الخارجي والحساسية المفرطة تجاه ملاحظات الأقران وأفراد العائلة , تدهور المستوى الدراسي , فقدان الشهية واضطراب النوم , اليأس , الشعور بالفشل والاختلاف عن الآخرين , الشعور بالذنب على أفعال طبيعية , الشعور بعدم الكفاءة , اجترار الأفكار
والقلق المفرط .
تراود الأفكار الانتحارية بعض الأطفال والمراهقين وعادةً ما يعبر عنها المريض بشكل واضح كالرغبة بالموت أو القيام بمحاولة انتحارية ولكن المحاولات الانتحارية لدى الأطفال والمراهقين بسبب الاكتئاب قليلة مقارنة بالبالغين ,
تصاحب الهلاوس السمعية والأوهام الحالات الشديدة للاكتئاب وتتركز الهلاوس على أصوات تحتقر المريض وتشعره بالنقص وتدعوه الى الانتحار بينما تتركز الأوهام على مواضيع الشعور بالذنب , الإصابة بأمراض غير قابلة للشفاء , أو احتقار الذات وعدم استحقاق الحياة أو الأوهام العدمية .
إن عدم معالجة الاكتئاب قد تؤدي الى الإدمان على المخدرات والكحول أو الى جنوح الأحداث والذي يؤدي الى سلوكيات خطيرة وقد تنتهي الحالة بانتحار المريض .
إن الخطوة الأهم في العلاج هو الاكتشاف المبكر من قبل الأهل والمدرسة وعرض الطفل على الطبيب النفساني لغرض وضع البرنامج العلاجي وخاصة إذا عرفنا بان الاكتئاب هو مرض قابل للعلاج .
التصنيفات : مقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

استضافة وتصميم: شركة المرام للدعاية والاعلان